سنة ١٩٩٨ في النمسا، الطفلة "ناتاشا كامبوش" واللي كان عمرها وقتها ١٠ سنين خرجت الصبح عشان تروح مدرستها عادي جداً زي كل يوم .. بس مكانتش تعرف إن اليوم ده مش زي أي يوم ناتاشا وهي ماشية علي الرصيف جت فجأة عربية ركنت ونزل منها شخص في التلاتينات كده وراح ماسك البنت ورماها جوا العربية في لحظة وطلع بيها بأقصى سرعة! من الناحية التانية أمها لما معاد رجوع بنتها عدي ابتدت تقلق وحست إن فيه حاجة مش مظبوطة والبنت مش من عوايدها إنها تروح أي مكان تاني بعد المدرسة وكده ... راحت متصلة بالشرطة وبلغت عن اختفاء بنتها واللي الشرطة ساعتها رجحوا فكرة إنها اتخطفت من عصابة عشان يبيعوا أعضائها لأن الموضوع ده في الوقت ده كان منتشر شوية عندهم! صور البنت بدأت تتعلق ف كل حتة واللي يلاقيها يدلنا علي مكانها وبتاع.
نرجع تاني لناتاشا .. الشخص اللي خطفها حجزها في قبو البيت بتاعه وقفل عليها، وكان مجهز كل حاجة! يعني كان بقاله فترة بيوضب المكان ده عشان كان في نيته يخطف البنت دي بعد ما فضل يراقبها تلت أربع أيام كده.الأوضة اللي كان حابسها فيها كانت صغيرة جداً يعني يادوب سرير وجنبه حمام كده وبس! .. فضل حابس ناتاشا فيها وكان بيدخللها كل يوم الأكل والشرب والبنت مخرجتش من الأوضة دي لمدة أد ايه؟ ٤ سنين!! حرفياً مخرجتش منها خالص ولا شافت أي حاجة تانية غير الأربع حيطان اللي حواليها لمدة ٤ سنين كاملين أنت مستوعب معايا؟!
وطبعاً مش محتاج اقوللك هو في الفترة دي كان بيعمل فيها ايه! ضرب بشكل يومي، اغتصاب، تعذيب بدني ونفسي وكل اللي يخطر في بالك. مع الوقت ابتدي يطلعها من القبو ده وتقعد عادي في البيت معاه لحد وقت الليل تنزل تاني تنام في الأوضة فضل الحال ده كتير وكتير أوي كمان! .. بعد كده زي ما تقول الخاطف ده قلبه ابتدي يحن شوية معاها وبقي يخليها تخرج في الجنينة الصغيرة اللي ف بيته تسقي الزرع وتشم شوية هوا وتشوف الشمس وطبعاً كل ده وهو لازقلها وعينه عليها! حتي ف مرة طقت ف دماغه وراح واخدها معاه يخرجوا يتفسحوا! وقبل ما يطلعوا من البيت راح مطلع من معاه مسدس وقاللها بصي ده ف جيبي أهو! لو نطقتي بكلمة قدام الناس هقتلك خرجوا عادي والبنت شافت الدنيا تاني وقضت يوم.
يوم ٢٣ اغسطس سنة ٢٠٠٦ يعني بعد مرور ٨ سنين من اختطافها، كانت ناتاشا بتمسحله عربيته وهو كالعادة واقف قريب منها كده .. لكن تقدر تقول إنه بقي خلاص يعني متطمنلها وواثق فيها.أثناء ماهي بتمسح عربيته جاله تليفون، رد عليه وفضل يتكلم شوية وراح باعد عن ناتاشا ودخل البيت يكمل المكالمة! البنت مفكرتش مرتين ولا اترددت، راحت واخدة بعضها وطارت جري على الباب وخرجت من المكان في ثانية إلا ثانية .فضلت تجري ف الشارع وهي مش مصدقة نفسها انها هربت من الجحيم ده! .. لحد ما لقت شوية ناس كده واقفين قالتلهم انا ناتاشا كامبوش .. وأغمي عليها! ودوها مستشفى، والبنت أصلا كانت متبهدلة وشكلها زي اللي محطش لقمة ف بوئه بقاله شهور! لما فاقت قالتلهم خدوني لأقرب قسم شرطة .. هناك حكتلهم كل حاجة وعرفوا إنها ناتاشا الطفلة اللي اختفت من ٨ سنين وكانوا فاكرينها ماتت أساساً قالتلهم ع المكان اللي كانت فيه، بس كانوا وصلوا متأخر شوية!! لأن الأستاذ اول ما ناتاشا هربت كان عنده بالفعل حل للمشكلة دى .. إنه ينتحر! وجثته لقوها علي قضيب قطر بعد ما رمي نفسه قدامه! .. بعد ما فتشوا البيت وعرفوا هوية الشخص ده اتضح إن إسمه "وولفجانج بريكلوبيل" وكان مهندس كمبيوتر وعايش لوحده تماماً وملوش أسرة.ناتاشا اتحطت تحت رعاية مختص نفسي عشان يشرف عليها ويأهلها لمواجهة المجتمع تاني.الغريب في الموضوع إنها بعد ما عرفت إنه انتحر انهارت من العياط! مش مثلاً اتأثرت لأ عيطت كأن حد من أهلها مات، قالت إن الفترة اللي عيشتها معاه كانت احسن من الحياة اللي كنت عايشاها مع أهلي في أبهي أشكالها! المهم يعني .. ابتدت تتعافي ورجعت للحياة تاني وأتعمل معاها لقاءات كتير اوي وفي النهاية ألفت كتاب إسمه "٣٠٩٦ يوم" بتحكي فيه كل اللي حصللها.
💖💖💖ولا تنسو الاشتراك عبر صفحتنا بالفيسبوك💖💖💖
لا تنسى مشاركة هذا المنشور لجميع أصدقائك
تعليقات
إرسال تعليق